مصر هبة النيل" لذلك أصبحت أزمة سد النهضة حديث كل بيت في مصر وفي الشوارع والمقاهي لأن النيل عقيدة وحياة للمصريين وليس مجرد مورد للمياه، وقد أثبتت القيادة المصرية خوفها على هذا المورد الذي يمثل حياة مصر والمصريين وأصبحت القضية على رأس أولويات الصحف العالمية ومنظمات المجتمع الدولي. وشاءت الأقدار أن يجعل كيدهم في نحورهم بعد أن هطلت الأمطار على الهضبة الإثيوبية بكميات هائلة، وارتفع بسببها منسوب المياه في نهر النيل.
تقويض النفوذ الإثيوبي:
وبخصوص الأزمة كشفت صحيفة المونيتور الأمريكية عن خطة مصر لكسر شوكة إثيوبيا الفترة المقبلة، وذلك عن طريق توطيد العلاقات مع الدول الأفريقية المجاورة وبالتحديد دولة السنغال، والتي من المقرر أن تتولى رئاسة الإتحاد الأفريقي العام المقبل بدءا من شهر يناير ۲۰۲۲.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تستعد فيه السنغال لرئاسة الإتحاد تستعد مصر أيضا لجولة جديدة من المفاوضات حول أزمة سد النهضة والتي من المقرر أن تبدأ قريبا، وتسعى مصر لزيادة نفوذها الاقتصادي في الدولة الأفريقية حيث تم الاتفاق على تنظيم عدد من المعارض الدولية بداخلها.
السنغال هي الحل:
أشارت المونيتور إلى الاتفاقية التي تم توقيعها بين مصر والسنغال الشهر الحالي بشأن إنشاء مجلس الأعمال المصري السنغالي، والذي يهدف إلى توسيع العلاقات التجارية بين البلدين، كما بادرت السنغال بالإعلان عن رغبتها في إنشاء خطوط ملاحة مشتركة مع مصر، كما قامت بإلغاء تأشيرات دخول رجال الأعمال المصريين لأراضيها.
كما لفت التقرير الانتباه إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة السنغالية " داكار" لبحث مستجدات السد مع الرئيس السنغالي " ماكي سال" وترى الصحيفة الأمريكية أن تحركات مصر الدبلوماسية جعلت سال" يخرج بتصريح قوى بشأن الأزمة قائلًا أن السنغال ستترأس الإتحاد الأفريقي العام المقبل وسيكون السعي لإيجاد حل لأزمة سد النهضة سيكون على رأس الأولويات حفاظا على حقوق الشعب المصري.
الاتحاد الأفريقي ما بين الكونغو والسنغال في الأزمة:
من جهته قال الخبير المائي المصري الدكتور " نادر نور الدين" أن ، مصر تدرك تماما مدى قوة وتأثير السنغال في أفريقيا وجميع المنظمات الأفريقية، كما أن مصر والسنغال تربطهما علاقات وثيقة، خاصة عن طريق الأزهر الشريف الذي يساهم في محاربة التطرف والإرهاب على الأراضي السنغالية.
وأشار نور الدين إلى أن تحركات الإتحاد الأفريقي الحالية برئاسة الكونغو ضعيفة ولم تأت بالنتائج المتوقعة، لذلك تحاول مصر إيصال شكواها وأرائها إلى السنغال استعدادا لتسلمه الدورة المقبلة، في نفس السياق قال وزير الرياضة الأسبق " محمد نصر علام" أنه منذ تولي الرئيس السيسي منصبه ومصر تسعى لاستعادة دورها في القارة الأفريقية وخاصة السنغال التي من الممكن أن تلعب دور مؤثر في الأزمة عن طريق التعاون مع قوى دولية وإقليمية آخرى مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية. هل تتوقع دورا كبيرا السنغال في حل أزمة سد النهضة؟
شارك برأيك في "التعليقات"
تعليقات
إرسال تعليق